دكتوراه فى التاسعة والثمانين


دكتوراه فى التاسعة والثمانين



دكتوراه فى التاسعة والثمانين

فى عمر التاسعة والثمانين حصلت المدرسة الكرواتية ميرا مويس على شهادة الدكتوراه فى الفلسفة عن الفيلسوف الايطالى فرانشكو باتيتزى من القرن السادس عشر.
وحصول هذه السيدة المسنة على الدكتوراه أثار الكثير من الجدل فى المجتمع الاوروبى الذى رأى فيها مثلا على الإرادة والتمسك بالحياة والإصرار على المعرفة.
وقصة حياة ميرا تعتبر مثالا فى حد ذاتها على قوة الارادة والعزيمة حيث انها لجأت الى ايطاليا اثناء الحرب العالمية الثانية عام 1948 عندما احتل الشيوعيون بلادها، كرواتيا حاليا.
تاركة وراءها منزلها وأراضى زراعية كانت تمتلكها عائلتها. وعملت ميرا مدرسة بعد أن تعلمت اللغة الايطالية، لمدة 23 سنة. وتقول كنت أتمنى أن أعمل طبيبة لاعالج المرضى وضحايا الحرب الا ان فى ذلك الوقت لم يكن مقبولا أن تعمل امرأة بالطب فقررت أن أكون مدرسة بعد أن حصلت عام 1946 على ليسانس الاداب.
وقد حصلت فى 2008 على بكالوريوس فى الفلسفة مع مرتبة الشرف وكان عمرها 85 سنة وذلك لانها كما توضح كانت تحب الفلسفة منذ الصغر فقررت أن تدرسها بعمق. ومن بعد ذلك حصلت على الماجستير ثم الدكتوراه.
وتؤكد ميرا انها سمعت الكثير من التعليقات الساخرة الا أنها لا تحفل بها ويكفيها أن ابنها يشعر بالفخر بها حيث انه يؤكد انه لا يستطيع ان يحقق ما قامت به والدته.
وعن أيام الجامعة تروى الطالبة العجوز كنت أذهب كل يوم للجامعة مستقلة الاتوبيس وأحضر المحاضرات مع الطلبة الشباب الذين كانوا يحترموننى كثيراً. وكنت أشعر وسطهم أننى فتاة فى العشرين من عمرها.
وتقول ميرا مازلت أتمتع بذاكرة قوية وقورة على التحصيل فلماذا لا أفبل على العلم. وربما اتجه الى دراسة جديدة قد تكون هذه المرة القانون الذى يستهوينى كثيراً!.
وكل ما يمكن أن يقال تعليقاً على هذه القصة الفريدة اننا علينا ان نشعر بالخجل عندما نشكو من الاحباط أو اليأس أو من الفراغ الذى لا نعرف ماذا نفعل به! فالانسان يمكنه ان يفعل الكثير اذا أراد وإذا آمن بقدراته التى لا حدود لها.
المصدر: الأهرام اليومى